الخميس، 11 فبراير 2010

سر الحياة السعيدة الاقتران بزوجة ثانية

قد يكون سر الحياة السعيدة والطويلة يكمن في الاقتران بزوجة ثانية.هذا ما توصل إليه باحثون في جامعة شفيلد البريطانية بعد اكتشافهم فوائد الزواج من امرأتين في الوقت نفسه، والاطلاع على إحصاءات أعدتها منظمة الصحة العالمية حول البلدان التي تسمح بتعدد الزوجات والنتائج الايجابية لذلك ومنها أن عمر الزوج الذي يقترن بأخرى يزداد أكثر من غيره بنسبة 12%.وذكرت صحيفة (الدايلي مايل) امس الجمعة أن الدراسة التي نشرت في العدد الاخير من مجلة (نيو ساينتيست) أشارت إلى أن الرجل الذي يتزوج من أكثر من امرأة وتكون لديه عائلة كبيرة يحظى برعاية أفضل خلال مرحلة الكهولة ويعيش لفترة أطول.
وقال الاختصاصي في تطور علم النفس لانس ووركمان من جامعة باث سبا البريطانية إذا كان لديك أكثر من زوجة فقد يعتنين بك وتعيش لفترة أطول، مشيراً إلى فوائد الزواج لأننا نعرف أنه حتى الرجل الذي يقترن بامرأة واحدة يعيش لفترة أطول من العازب.


تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور وفى جميع البيئات قبل الإسلام :
 


ففى التوراة والديانة اليهودية :لقد أباحت التوراة لليهودى الزواج بأكثر من واحدة ، ولم تحدد له عدداً ما إلا أن التلمود حدد العدد بأربعة على شرط أن يكون الزوج قادراً على إعالتهن إذ يقول : إنه لا يجوز أن يزيد الرجل على أربع زوجات ، كما فعل يعقوب إلا إذا كان قد أقسم بذلك عند زواجه الأول . وإن كان قد اشترط لمثل هذا العدد القدرة على الإنفاق




وفى سفر التكوين : تزوج يعقوب عليه السلام : "   أبناء ليئة ..  وأبناء راحيل ..  وأبنا بلهة جارية راحيل ..  وابنا زلفة جارية ليئة ... "   فكانت له أربع حلائل فى وقت واحد : اختان هما ليئة ، وراحيل ، وجاريتين لهما .




وفى سفر العدد : وكانت لسيدنا داود عليه السلام عدة زوجات والعديد من الجوارى وكذلك لابنه سليمان عليه السلام :  " أما سليمان فقد زاد الألف ويقول عنه الرب فى التوراة فولدت له داود كما تزوج أبيا ملك يهود أربعة عشر زوجة "  وكان لجدعون سبعون ولداً جميعهم من صلبه لأنه كان مزواجاً  وولدت له ايفنا سريته التى فى شكيم ابناً دعاه أبيمالك  ولكن نظام التعدد تم إلغاؤه طبقاً لقوانين مدنية أفتى بها علماء اليهود وأقرتها المجامع اليهودية ، وعلى ذلك اكتسبت صفة الشرعية . وقد نصت المادة 54 من كتاب الأحكام الشرعية للإسرائليين على أنه : " لا ينبغى للرجل أن يكون له أكثر من زوجة وعليه أن يحلف يميناً على هذا حين العقد "  ولذلك أصبح أساس التحريم ليس التوراة ، ولكن القسم على عدم القيام هو الأساس


التعدد فى الإنجيل والديانة المسيحية : أقرت المسيحية فى بدايتها ما أقرته اليهودية فى التعدد واستمر رجال الكنيسة لا يعترضون على ذلك حتى القرن السابع عشر الذى بدأ فيه الحظر ثم تقرر عام 1750م . ودعواهم فى ذلك ـ أى رجال الدين ـ أن ذلك إعلاء لشأنهم حتى يتفرغوا للدعوة فلا تشغلهم مشاكل النساء عن رعاية الكنيسة وأبنائها .
 وقد تدرج المنع فبدأ أولاً بتحريمه على رجال الكنيسة دون غيرهم . ثم أصبح الزواج الأول لغير رجال الكنيسة هو الذى يتم بطريقة المراسيم الدينية ، وإذا أراد المسيحى الزواج بالثانية فيتم بدون مراسيم دينية ثم منع الزواج بأكثر من واحدة مع جواز التسرى ولكنه أيضاً منع عام 970 بأمر البطريك إبرام السوربانى


وهكذا كان المنع والرجوع فيه تشريعاً وضعياً وليس سماوياً .. ثم كانت دعوتهم إلى التبتل وقد انفردت به المسيحية دون الأديان الأخرى واعتبرته دليلاً على صلاح النفس وسبباً للقداسة والرقى فى درجات الإيمان أو الكنيسة ، فالشهوة فى اعتقادهم عيب ورذيلة لا ينبغى تحلى القديسين بها !! ولقد كان من تبرير " بولس " فى دعواه لعدم الزواج : "  فأريد لكم أن تكون   بلا هَمْ ، إن غير المتزوج مهتم بأمور الرب  وهدفه أن يرضى الرب ، أما المتزوج فيهتم بأمور العالم وهدفه أن يرضى زوجته  فاهتمامه منقسم لذلك غير المتزوجة والعزباء تهتمان بأمور الرب وهدفهما أن تكونا مقدستين جسداً وروحاً "


التعدد فى الإسلام :
لقد شرع الله الزواج لبنى آدم : (  وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً  ) تكريماً لهم وإتماماً لنعمته عليهم وتطهيراً للقلوب والأبدان من أوضار الرجس والفحش والانحلال ومرتقى لهم إلى العفاف والتحصن والسكينة والمودة والرحمة والتكامل والاستقرار ، والزواج هو أعمق وأقوى وأدوم رابطة تصل بين اثنين من بنى الإنسان ، وتشمل أوسع الاستجابات التى يتبادلها فردان من نفس واحدة فى طبيعتها وتكوينها ، وإن اختلفت وظيفتها بين الذكر والأنثى : (  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا  )  فهذه هى نظرة الإسلام لحقيقة الإنسان ، ووظيفته الزوجية فى تكوينه وهى نظرة كاملة وصادقة


ومما شرعه الإسلام أيضاً رخصة " تعدد الزوجات " إذا اقتضت الضرورة وألجأت الحاجة إلى ذلك ولنا أن ندلل على ذلك فى نقاط :


أولاً : أن الإسلام لم يبتدع التعدد ، وإنما جاء فوجده منتشراً ومعروفاً فى كل بيئة ، وكان العرب فى الجاهلية يمارسونه على نطاق واسع لا يتقيدون فيه باعتبار من الاعتبارات .




ثانياً : بما أن الإسلام جاء لتنظيم أمور الناس وأحوالهم كان لا بد أن يتدخل لينظم أمر التعدد المطلق ويمنع ضرره وشره ويقيده ويهذبه ويجعله وافياً بحقوق المصلحة العامة : (  وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ  )   وعلى إثر نزول هذه الآية أمر الرسول صلي الله عليه وآله و سلم من كان معه أكثر من أربع أن يمسك منهن أربعاً ويسرح الباقى
وهكذا قيد الإسلام التعدد بأربعة بعد أن كان مطلقاً بدون حد منطلقاً بدون قيد .


ثالثاً : لم يترك الإسلام مبدأ التعدد لهوى الرجل بل قيده أيضاً " بالعدل " وإلا امتنعت الرخصة المعطاة له ، وجعل لذلك نوعين من العدل :
النوع الأول : عدل واجب ومطلوب : وهو العدل فى المعاملة ، والنفقة والمعاشرة ، والمباشرة ، وسائر الأوضاع الظاهرة ، بحيث لا ينقص إحدى الزوجات شئ منها ولا تؤثر واحدة دون الأخرى بشئ منها . وهذا ما نصت عليه الآية الشريفة : ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً  )


النوع الثانى : العدل فى المشاعر : مشاعر القلوب وأحاسيس التقوى ، وهو عدل خارج عن إرادة الإنسان ، ولا يطالب به بنى الإنسان ، وهو الذى ذكرته الآية : (  وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ).
ولكنه عدل ينتفى معه الظلم بحيث إذا مال القلب لواحدة ، لابد أن تبقى مساحة فيه للأخرى فلا يميل كل الميل لواحدة ويترك الأخرى وكأنها ليست متزوجة أو " كالمعلقة "


رابعاً : أن الحكمة فى رخصة التعدد بضوابطها ـ والله أعلم بحكمته ـ إنما تتمثل فى الآتى :
1ـ أن هذه الرخصة ليست بدافع التلذذ الحيوانى ، ولا التنقل بين الزوجات ، وإنما هو ضرورة تواجه ضرورة ، وحل يواجه مشكلة حتى لا يقف الإسلام حيال تلك الضرورات وهذه المشكلات مكتوف الأيدى ، ويكون قاصراً عن مواجهة ظروف الحياة ، وحاشا لشرع الله أن يكون كذلك .




2ـ إذا افترضنا أننا أمام نظامان  أحدهما يبيح التعدد ، ويحرم كل ما وراءه من العلاقات الآثمة بين الجنسين ، ويضرب بيد من حديد على أيدى المتلاعبين بالأعراض ، الخائضين فى ضروب الفحشاء ، والآخر يحرم تعدد الزوجات ويبيح المخادنة والعلاقات الآثمة بين الجنسين ولا يضرب على أية يد تمتد إلى تناول أى محظور فى هذا المجال .. فإذا كان لابد من إباحة التعدد فلا يوجد أفضل ولا أطهر من النظام الأول الذى يحترم آدمية المرأة وحقوقها وأولادها .


3ـ الإسلام فى نظرته للمجتمع ـ فرداً وجماعة ـ ينظر إلى المجتمع نظرة مصلحة وعموم ، ويقدمها على المصلحة الذاتية جلباً للمنافع العامة ودرءاً للمفاسد المهلكة . ومن تمحيص القول نقول : إن هناك سبع حالات تستدعى " التعدد " وهى : حالات خاصة بالمرأة المطلقة والأرملة ، والعانس ، والعقيم ، يضاف إليها حالات خاصة بطبيعة الرجل ، وظروف الحرب ، وسنن الله فى الكون .


فالحالات الخاصة بالمرأة هى :
ـ المطلقة ، والأرملة ، والعانس طوائف ثلاثة تواجه شبح الحرمان ، وقلة الراغبين فيهن للزواج فهن يعشن فى كبت وصراع يغالبن أوارالغريزة الفطرية فيكون أمامهن خياران : إما أن يلجأن إلى سبيل الغواية والانحراف ، وإما أن تكن زوجات لرجال متزوجون فتكون إحداهن زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة . وهناك لابد عقلاً وحكمة أن يكون التعدد لهن هو الحل والحل الواقعى والحكيم والوحيد بدلاً من الوقوع فى الفساد والانحراف
.
ـ فى حالة عقم الزوجة ، مع رغبة الزوج الفطرية فى النسل ، حيث يكون أمامه طريقان لا ثالث لهما : أن يطلقها ليستبدل بها زوجة أخرى تلبى رغبته الفطرية فى النسل ، أو أن يتزوج بأخرى ، ويبقى عليها وعلى عشرتها مع الزوجة الثانية .




والخيار الثانى هو الأقرب إلى التعقل والواقعية من شبح الطلاق الذى يحطم البيوت " ولربما وجدت الزوجة العاقر أنساً واسترواحاً فى أطفال الأخرى فتأنس بهم عن حرمانها الخاص "  والله ( يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ )




أما الحالات الخاصة بالرجل فهى :
ـ يوجد لدى بعض الرجال شدة غريزة ، لا يستطيعون معها التحكم فى غرائزهم فلا تكفى المرأة الواحدة ، إما لضعف فى جسدها أو مرض لا يرجى شفاؤه ، أو لكبر سنها .. فهل يُكبت الرجل ويُصد عن مزاولة نشاطه الفطرى ؟ أم يطلق له العنان ليسافح من يشاء ؟ أم يُرخص له الزواج بأخرى مع الإبقاء على الأولى ؟ .. والحل الثالث هو الحكمة والعقل والدين والصواب وهو الذى يلبى الفطرة ويلبى أخلاقيات الإسلام ومنهجه بل ويحفظ للزوجة الأولى كرامتها وعشرتها .




ـ هناك حالات يزيد فيها عدد النساء على عدد الرجال ـ كما فى حالات الحروب ، وانتشار الأمراض ...  فكيف يواجهها المشرع الذى يعمل لحساب المجتمع ولحساب الرجل والمرأة ولحساب النفس الإنسانية جميعاً ؟ .. إن هناك حلاً من حلول ثلاثة :


الحل الاول :
 أن يتزوج كل رجل امرأة ، وتبقى امرأة أو اثنان ـ بحسب نسبة الرجال للنساء ـ لا يعرفن فى حياتهن رجلاً ولا بيتاً ولا طفلاً ولا أسرة .






الحل الثانى :
 أن يتزوج كل رجل امرأة فيعاشرها معاشرة زوجية ،وأن يختلف إلى الأخريات ـ مخادنة ـ لتعرفن فى حياتهن الرجل دون بيت أو طفل أو أسرة اللهم إلا ما يوجد من سفاح يلحقهم العار والضياع .




الحل الثالث :
أن يتزوج الرجل أكثر من امرأة فيرفعها إلى شرف الزوجية ، وأمان البيت وخانة الأسرة ، وتأمين الطفولة ، ويرفع ضميره من لوثة الجريمة ، وقلق الإثم ، وعذاب الضمير ، ويرفع مجتمعه عن لوثة الفوضى ، واختلاط الأنساب وقذارة الفحش .






فأى الحلول أليق بالإنسانية ، وأحق بالرجولة وأكرم للمرأة ذاتها وأنفع ؟


والجواب :
 أنه لا مجال للتفكير لأن الحل الثالث يفرض نفسه فرضاً ، وهو حل ترضاه المرأة نفسها عن طيب خاطر إزاء ظروف طارئة بل تشجعه وتطالب به . فقد طالبت نساء ألمانيا أنفسهن بتعدد الزوجات لذهاب كثير من رجالها وشبابها وقوداً للحرب العالمية ، ورغبة منهن فى حماية أنفسهن من احتراف الرذيلة وحماية للأولاد من عدم الشرعية . وهو ما أوصى به مؤتمر الشباب العالمى فى ميونخ بألمانيا بإباحة تعدد الزوجات حلاً لمشكلة كثرة النساء وقلة الرجال بعد الحرب العالمية الثانية


خامساً : إن الإسلام فى تنظيمه لمسألة التعدد وتقييدها " بالعدل " لم يجعل ذلك فرضاً على المرأة وإكراهاً لها على القبول بل وَكَّل الرضا به والرفض لها . فللمرأة ـ ثيباً أو بكراً ـ مطلق الحرية فى رفض أو قبول من يتقدم للزواج بها ، ولا حق لوليها أن يجبرها على ما لا تريده


وخلاصة القول :  أن الإسلام أباح التعدد  حلاً ومخرجاً مع تقييده بالعدل ومع ذلك فقد اعتبرته الشريعة نوافذ ضيقة لحالات استثنائية اضطرارية وعلاجاً لحالات مرضية قائمة حماية للمجتمع كله

دراسة.. نسبة الطلاق في السعودية وصلت إلى 60 بالمائة

أكدت باحثة سعودية أن 60 في المائة من المتزوجات السعوديات انفصلن عن أزواجهن، ما دعا جهات حكومية وأهلية سعودية للتحرك،
و أوضحت مديرة وحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية للبنات الدكتورة نورة الشملان أن معدلات الطلاق في السعودية ارتفعت من 25 في المائة إلى 60 في المائة خلال الـ 20 سنة الماضية".
وذكرت الباحثة في حديثها    أن "من أبرز الأسباب المؤدية إلى الطلاق عدم معرفة الزوج والزوجة بالحقوق والواجبات المترتبة على عقد الزواج، والتعجل في التعاطي مع المشكلات التي تطرأ في بداية الحياة الزوجية".
وأضافت أن "تفاقم المشكلة دعا مركز الأبحاث في جامعة الملك سعود إلى دراستها، ووضع خطة توعية تبدأ بندوة متخصصة تضم خبراء مهتمين بقضايا الزواج والطلاق والمشكلات المرتبطة بهما".
وعلى صعيد آخر، قالت الدكتورة الجوهرة الزامل، من قسم الدراسات الاجتماعية من خلال بحث أعدته أن 43 % من حياة الأسر والعلاقات الزوجية في السعودية ممن شملتهم الدراسة قائمة على الإهمال والتجاهل والعنف والقسوة والخلافات الدائمة إلى جانب سيطرة أحد الطرفين على الآخر.
وذكرت الزامل أن تلك الظاهرة تسببت "بالانفصال العاطفي" ما بين الزوجين رغم استمرار الحياة الزوجية، مقابل 57 % من العلاقات الزوجية للمبحوثين قائمة على التفاهم والحب.
أسباب الطلاق
- أبرز الأسباب المؤدية إلى الطلاق:


1- بعض العوامل النفسية والذاتية المتعلّقة بالزوج أو الزوجة.


ومنها الرغبة في تعدد الزوجات مع عدم العدل، والفارق في السن بين الزوجين، والأوضاع الصحية، الجسمية، والنفسية التي تعيق الفرد عن دوره الأسري، والانحرافات السلوكية والانحطاطات الخلقية، وضعف الوازع الديني.


من هذه الأسباب ما يتعلّق بالزوجة ككراهيتها للرجل والنفور منه، وعدم القدرة على الإنجاب، وعجزها عن الوفاء بدورها كزوجة، كإهمالها لشؤون البيت، وعدم طاعتها واحترامها للزوج، والتحريض من صديقاتها أو قريباتها، وعدم تفعيل العواطف وممارستها على أرض الواقع، وعدم تكيّف الزوج، أو الزوجة مع الحياة الجديدة بعد الزواج، والغيرة المرضية التي تؤدي إلى إثارة الخلافات والمشاكل، ومن خلالها تنعدم الثقة بالطرف الآخر، وعدم الالتزام بالجانب الترويحي والترفيهي للأسرة، مما قد يصيبهم بالضيق، والتوتر، والاضطرابات النفسية، وعدم النضوج العمري، واكتمال الخبرة للزوجين مما لا يساعد على تحمّل المسؤولية الزوجية، والزواج في سن الشيخوخة لا يساعد على تكوين علاقة زوجية ناجحة.


2 - بعض الأسباب الاقتصادية والاجتماعية ومنها:


ضعف الدخل، عدم استطاعة تحمّل تكاليف المعيشة، وعدم القدرة على تأمين السكن، والوفاء بمستلزمات الأسرة، واستقلال المرأة بدخلها الشهري، ونزولها لميدان العمل وعدم تبعيتها للزوج، والاختلاف في المكانة الاجتماعية، سواء كانت مكتسبة، أو موروثة (مكانة الأسرة - المكانة الوظيفية - المكانة التعليمية)، واختيار كل منهما للآخر لمصلحة مادية أو معنوية، وعدم بناء الاختيار على أساس هدف الزواج السليم، عدم التوافق في الفكر والمستوى الثقافي والنظرة إلى الحياة، وعدم احترام الشروط المتفق عليها بين الأطراف.


- بعض العادات التي لا تتيح للزوج أن يرى مخطوبته قبل الزواج رغم أن الرؤية شرعية ومباحة.


- عدم معالجة المشاكل بعقلانية وترو.


- عدم قيام أحدهما أو كلاهما بالحقوق المطلوبة من كل منهما.


- تدخل بعض أفراد أسرة الزوج أو الزوجة مما قد يفسد العلاقة بينهما.


- الاختلاف الكبير في السلوك العام للرجل والمرأة في بعض القدرات النفسية والعقلية، مثل الطباع والانفعالات وغيرها.


- عدم القدرة على تحمّل المسؤولية الأسرية، سواء الزوج أو الزوجة، لتكوين الأسرة، وتربية الأبناء في ظل التغيّرات الاجتماعية، والاقتصادية التي تنقل الأفراد والأسرة من حال إلى حال.


- صراع الأدوار بين الزوج والزوجة، فكل منهما يريد لعب الدور الأساسي في الأسرة والسيطرة، خاصة إذا شاركت الزوجة في الدخل الاقتصادي للأسرة.


- ارتباط الزوج أو الزوجة بأسرتيهما، من حيث السكن، أو القرارات التي تخص حياتهما، فالأسرة تلعب دوراً كبيراً في حياة الفرد في مجتمعنا، حتى إذا لم يكن يسكن داخل الأسرة، ولكنه يرتبط بها عاطفياً وسلوكياً، فالأسرة مؤثِّرة جداً قي قرارات الأفراد والأزواج.


- كثرة المطالب التي لا يتحمّلها طرف من الآخر وهذا قد يؤدي إلى خلاف، ومن ثم الطلاق.


- طغيان شخصية أحد الزوجين على الآخر بشكل ملموس مما يؤجّج الخلافات بينهما.


- التباين في النشاط الجنسي قد يؤدي على زيادة التوتر بين الزوجين.


تعتبر ظاهرة الطلاق من الظواهر المنتشرة في المجتمعات المختلفة، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في العالم وفي وسطنا العربي نسبياً، وتشير كثير من الإحصائيات أن نسبة الطلاق تزداد مع مرور الزمن.


وللطلاق أسباب عديدة،
قد تكون لها علاقة بالمجتمعات المختلفة. فنسبة الطلاق تختلف من مجتمع إلى آخر كذلك أسبابه ونتائجه، فأسبابه لها علامة بالتغييرات الاجتماعية، ولكي نكون أكثر وضوحاً سنسرد بعضاً من الأسباب التي قد تكون مباشرة أو غير مباشرة في حدوث عملية الطلاق:




1. التغيير من ناحية النظرة الاجتماعية للطلاق واعتباره كبديل وحل، إذ أن كثيراً من الناس أصبح ينظر إلى الطلاق على أنه حل لكثير من الأزمات العائلية بين الزوج والزوجة، واعتباره بديلاً للوضع الموجود، فالمجتمعات الحديثة الغربية تنظر إلى الطلاق على أنه الملاذ من التوترات العائلية. فنرى الزوجين ينفصلا بسهولة نسبياً إذا ما واجها مشاكل لا يستطيعا أن يواجهانها.


2. الابتعاد عن الدين. لطالما اعتُبر الدين عاملاً أساسياً في عدم حدوث الطلاق إذ تحث الديانات السماوية على أن الطلاق غير مرغوب فيه. فالإسلام أبداً لم يشجع على الطلاق إلا في حالات صعبة جداً وقليلة، فأبغض الحلال عند الله الطلاق، وكذلك الديانات الأخرى المسيحية واليهودية حاولت منع الطلاق. وبما أن الناس قد ابتعدوا عن الدين وأخذوا يتعاملوا مع الحياة بصورة مادية، أصبح دور الدين في منع الطلاق يتضاءل.


3. خروج المرأة إلى العمل، مما أثر على وظيفة المرأة ونظرتها لنفسها وبأنها تستطيع أن تعيل نفسها. فقد أدى تقدم المجتمعات المحموم إلى تغيرات كثيرة منها دور المرأة في المجتمع، فقد أصبحت المرأة تخرج إلى العمل مما أثر على دورها كأم وكربة بيت وكزوجة – فأصبحت المرأة مستقلة من الناحية المادية الأمر الذي غير نظرتها لنفسها، وأصبحت تعلم أنها تستطيع أن تعيل نفسها. هذه التغيرات مجتمعة سهلت من عملية الطلاق والتفكير فيه واتخاذه بديلاً وحلاً.


4. زيادة الأنانية ومحاولة الفرد الحصول على إرضاء نفسه وعدم التضحية في سبيل الآخر.


5. الزواج هو علاقة طويلة المدى، مما يصعب على الفرد التغاضي عن المشاكل والمتاعب التي تتكرر.


إن كثرة المشاكل والتوترات في العائلة، تجعل الزوج أو الزوجة ينظر إلى الحياة الزوجية على أنها ليست لفترة معينة لها نهاية الأمر الذي يؤثر سلبياً على معنوياته، إذ أن التوترات والصراعات سوف تصحبه إلى آخر حياته، من هذا المنطلق قد يفكر الزوج أو الزوجة في الانفصال كي يرتاح.


6. النظرة إلى كثرة الأطفال تغيرت فأصبحت العائلة تكتفي بالقليل منهم، مما سهل عملية الانفصال.


إن للطلاق نتائج وعلى الأغلب تكون سلبية، إذ أنه بعد الطلاق تأتي مرحلة جديدة لم يعهدها الزوج أو الزوجة، وهي التأقلم والتعايش مع الحياة الجديدة والوضع العائلي الجديد. إذ نرى أن أغلب حالات الطلاق تكون بعد فترة طويلة من الزواج المحبط والصراعات داخل العائلة بين الزوجين، فيؤدي إلى رغبة أحد الزوجين بالانفصال من هذه الرابطة والعلاقة المتعبة نفسياً واقتصادياً ومحاولة الإفلات والتخلص من العلاقة غير السليمة بين الطرفين.


هنا يُسأل السؤال هل الطلاق أزمة أم نقطة تحول؟


إن حدث الطلاق يعتبر من الأحداث الأكثر صعوبة في الحياة، وهو حدث غير مخطط له في الحياة وبدون زمن محدد أو برنامج محدد، وليس له أي طقوس اجتماعية تدعمه أو تبرره.


حالات الطلاق تؤدي إلى صراع داخل الفرد وصراع بين الرغبات وإحساس بالبلبلة الانفعالية، ومحاولة التأقلم والتعايش مع الضغوط النفسية ونمط الحياة الجديد.


رغم هذا، هناك من يقول أن الطلاق يمكنه أن يكون نقطة تحول تبقى فيها العلاقة العائلية متواصلة ولكن ذات معنى مختلف، كما ويمكن اعتباره كفرصة للتغيير والبدء من جديد بحياة أكثر نجاحاً، وأقل توتراً وصراعاً.


هناك عدة وجهات نظر تفسر عملية الطلاق ومسارها:


* وجهة النظر القانونية التي تنظر إلى حقوق الطرفين من الناحية القانونية.


* وجهة النظر الاقتصادية والتي تنظر إلى إمكانية تعايش الزوجين مع الظروف الاقتصادية الجديدة.


* وجهة النظر الاجتماعية التي تنظر إلى مدى التأقلم مع نمط الحياة الجديد.


وجهة النظر النفسية التي تنظر إلى مدى التغلب على الضغوط النفسية.




تتميز عملية الطلاق بالمراحل التالية:


1. مرحلة ما قبل الطلاق وبعده فورياً، ومدتها تستمر من عدة شهور حتى سنة، وتتميز هذه المرحلة بضغوط نفسية عالية، ويصاحب الفرد في هذه الفترة شعور بالبلبلة النفسية والخذلان وشعور بالتنازل عن مسؤوليات سابقة.


2. المرحلة الوسطية، وهي التي تأتي بعد الطلاق والانفصال، وتستمر إلى عدة سنوات، ففي هذه المرحلة تنشأ وظائف جديدة في العائلة، وتتكون علاقة جديدة في نمط الحياة والعلاقة بين الأبوين والأولاد.


3. مرحلة الاستقرار، وفيها يبدأ الاستقرار في مبنى العائلة الجديد والتأقلم مع التغيرات الجديدة.


ما هو تأثير الطلاق على الأولاد؟


يعتبر الطلاق من الأحداث الصعبة في الحياة ويعتبر نقطة تحول تؤثر في كثير من الأحيان على حياة الأطفال وعلى نموهم النفسي والمعرفي والسلوكي.


إن معظم الأطفال لا يقبلون طلاق الوالدين، حتى وإن كان الوالدان في صراع دائم أمام أعينهم، إلا في حالات العنف الشديد فإنهم يميلون إلى انفصال الوالدين.


إن نظرة الطفل لوالده الذي اختار الطلاق تكون سلبية، فهو ينظر إليه على أنه تنازل عنه ولا يريده ويضحي به من أجل مصلحته، وأحياناً يعتبر الأولاد هذا الوالد أو الوالدة كمن يرفضهم ولا يتقبلهم. هؤلاء الأولاد يعيشون حياة نفسية مليئة بالغضب والإحباط مع عدم القدرة على فعل شيء مع الشعور بالحزن والآلام.








ب - بعض الآثار المترتبة على الطلاق:


أي ظاهرة كانت، لا بد لها من آثار سلبية، أو إيجابية، وكذلك الحال بالنسبة لظاهرة الطلاق فمن المعلوم أن الطلاق مشكلة اجتماعية، لها آثار ضارة بالمجتمع، وسوف نركِّز على هذه الآثار السلبية على الفرد والمجتمع.


1 - بعض الآثار النفسية على المطلقين:


فالطلاق يؤثِّر على المطلقة، ويؤدي إلى ضغوط نفسية عليها، مثل: الشعور بالندم، ونقص الإحساس بقيمة الذات، ومرارة الفشل في الحياة الزوجية، وفقدانها هويتها كزوجة. والإحساس بالحرمان، وعدم احترامها في كثير من المجتمعات، بالإضافة إلى الشعور بعدم إتاحة الفرصة لها بالزواج مرة أخرى. أما الآثار النفسية التي تصيب المطلق، فتتمثّل في: إصابته بالسلبية تجاه النساء بشكل عام، فيعتريه الخوف بأنه سوف يُرفض من قِبل النساء الأخريات بعد الطلاق، فيُصاب باهتزاز الثقة في نفسه في إنجاح الحياة الزوجية مرة أخرى، وعدم الثقة بالمرأة كزوجة، وينظر إلى النساء بأنهن من صنف واحد. وكثيراً ما يلقي اللوم على النساء، بأنهن السبب في عدم نجاح الحياة الزوجية.


2 - بعض الآثار الاجتماعية الناتجة عن الطلاق:


- النظرة السلبية للمطلقات من قبل أفراد المجتمع.


- عدم الإقدام على الزواج من المطلقة، حتى ولو كانت صغيرة في السن.


ويُنظر لها كأنها مرتكبة جريمة.


- الشكوك لدى بعض أفراد المجتمع بأن المطلقة تكون عرضه للانحرافات السلوكية أكثر من غيرها مما يجعلها أكثر تعرضاً للمراقبة الشديدة المستفزة المؤذية في بعض الأحيان.


- المجتمع يُشْعِر المطلقة بأنها صاحبة سابقة وينظر إليها بعدم الاحترام والتقدير، وكأنها هي السبب الأساسي في الطلاق.


- النفور من المطلقة، وهذا نتيجة توجه اجتماعي محسوس، فالمتزوجات المستمرات في الزواج سواء كنّ صديقات، أو قريبات، أو زميلات، وغيرهن، ينفرن من المطلقة وذلك لشعورهن بأنها مسببة لمشكلات يمكن أن تنتقل إليهن، وهذا اعتقاد خاطئ ولكنه سائد بين أوساط النساء.


- المطلقة تكون معرّضة للّوم والتجريح، من أفراد المجتمع على طلاقها.


أما الآثار التي تقع على الرجل، فهي أقل نوعاً من التي تقع على المرأة: فبعض العوائل يَنظرون إلى المطلق على أنه إنسان لديه مشاكل، فيتخوفون من تزويجه، فكلمة مطلق تضع عليه وصمة، مما يؤدي إلى التعامل معه بحذر.


وكلا المطلقين يواجهان مشاكل كثيرة مع الأطفال بعد الطلاق، ويعانيان من اضطرابات نفسية، واجتماعية، وقد يتغيّر تعاملهما مع الآخرين.


الآثار المترتبة على الطلاق بالنسبة للأولاد:


1 - يُصاب الأولاد بتشتت بين الأب والأم.


2 - يُصابون بسوء التكيّف النفسي والاجتماعي.


3 - الفشل دراسياً واجتماعياً في كثير من الأحيان.


4 - يفتقد أولاد المطلقين لأساليب التربية، والتنشئة السليمة، داخل هذه الأسرة المفككة، مما يجعلهم عرضة لارتكابهم الجرائم.


5 - يصابون بضعف البناء النفسي والذاتي، ويتصفون بالحدة والعنف.


6 - يعيشون فراغاً عاطفياً ولا يشعرون بالأمن مع الآخرين، كما يؤدي عامل غياب الأب إلى فقدان النموذج والقدرة في الاحتذاء به.


7 - يؤثِّر الطلاق سلباً على حياة الأبناء، فيتّسمون باضطرابات في النمو الانفعالي والعقلي، كما أنهم يتعرضون لحالة من الكبت والضغوط التي تؤثِّر على علاقاتهم الاجتماعية، جراء تفكك أسرتهم.


8 - يُصاب الأولاد بالصراع الداخلي نتيجة انهيار الأسرة.


9 - ينتاب أبناء المطلقين شعور بالنقص، والبؤس، والإحباط، والحقد نحو الآخرين.


10 - تظهر على الأبناء علامات اللا مبالاة، والفتور، وفقدان القدرة على الاستيعاب، وإعلان التمرد والعصيان، وهذا كله تسببه الصدمة النفسية لانفصال الوالدين.


11 - يشعر الأبناء دائماً بالخوف، وفقدان الثقة بالطرف الذي يعيشون معه، ويستمر الحال هكذا حتى بعد زواجهم مستقبلاً، فيؤثِّر على حياتهم الزوجية.


12 - يُصاب الأبناء أثناء المنازعات والخلافات المتكررة، قبل وبعد الطلاق بالتوتر النفسي وينتج عنه:


- زيادة في إفراز هرمون الضغط العصبي الذي يضر بعض أجزاء المخ، وبخاصة مركز الذاكرة لدى الطفل.


- انخفاض في إفرازات هرمون النمو في الجسم، الذي يفرز أثناء النوم العميق، والمتوتر نفسياً يضطرب لديه النوم، فيقل إفراز هذا الهرمون.


- يؤدي التوتر إلى ضعف جهاز المناعة بالجسم.


بعض النصائح التي قد تخفف من ظاهرة الطلاق:


1 - دعا الشرع الإسلامي كلاً من الزوجين إلى استشعار المسؤولية نحو أولادهما فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) إلى قوله صلوات الله وسلامه عليه: (والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها...).(الحديث)


2 - أن يصبر كل منهما على الآخر، وأن يغض الطرف عما لا يرتضيه من الآخر، فشريك الحياة ليس كله سيئاً، فإذا كره منه خلقاً، أحب منه خلقاً آخر، ويحاول كل من الشريكين أن يطوّر الجوانب الحسنة في شريكه، من خلال الثناء والمدح، وذكر هذه الجوانب الحسنة، والإيمان بأن النقص من صفات البشر، وبدون تحمّل الأخطاء لا تدوم المودة.


3 - تبصير الطرفين بالحقوق والواجبات المترتبة على الحياة الزوجية بينهما، وتثقيفها بالثقافة الإسلامية من خلال دورات من قِبل مكاتب الإرشاد الأسري، وتزويدهما بالنشرات والكتيِّبات التي تحث على تقدير الحياة الزوجية واستقرارها.


4 - على الأسرة مراعاة السن المطلوبة للزواج، بحيث لا يقل عن (20) سنة، بجانب تقارب سن الزوجة.


5 - إذا كانت الزوجة صاحبة عمل، أو لديها دخل مادي، فلا بد من الاتفاق بين الطرفين، وتحديد مسؤولية كل منهما، من ناحية المساهمة في مصروفات الأسرة وتوزيع الدخل.


6 - تعدد الزوجات مباح، وليس لأحد القدرة على منع الرجل من التعدد، ولكن كل رجل لديه عقل ومعرفة في أسرته، فالعاقل لا يهدم أسرة، ويبني أخرى، فإن أدرك أن الزوجة الأولى لا تستطيع التعايش مع زوجة ثانية، فالأفضل أن يتوقف عن هذا المشروع، حرصاً على أسرته وأولاده.


7 - لا ينبغي للزوجين أن يغلّبا لغة العنف والقسوة بينهما، والالتزام بالهدوء وضبط النفس، فلا بد من حل المشكلات بالحوار، والتنازل عن بعض الحقوق، وتوظيف شعرة معاوية بينهما.


8 - أن لا يسمح كل من الزوجين بتدخل أحد في حياتهما سواء من قبل الأهل، أو الأصدقاء، أو الأقرباء.


9 - أن يتبادل كل منهما كلمات الحب والتودد والحنان، لأن الإنسان يحتاج إلى إشباع غريزة العاطفة، وهذه العبارات قد تشبع الجانب العاطفي.


10 - لا بد من التوافق الثقافي بين الزوجين (عادات - قيم - تقاليد - بيئة اجتماعية - بيئة طبيعية) وعدم الاستعجال والخوف من العنوسة.


11 - الحذر من اختيار الخاطبة التي تسعى من أجل الطمع المادي، ويتم ذلك بالضغط على الطرفين حتى توفق بينهما، من أجل حصولها على المبلغ، وبعد ذلك هي ليست مسؤولة عن استمرار الزواج من عدمه.


12 - البعد عن الزواجات التي تهدف إلى الاستمتاع، وتثبت فيها النية بعدم الاستمرار، مثل: زواج المسيار، والمصياف، والوناسة....إلخ.


14 - إذا وصل الزوجان إلى طريق مسدود في حل مشاكلهما، وجب أخذ حكم من أهله وحكم من أهلها، لحل الوضع المتأزم بينهما، لعل الله يغيِّر الحال، وتبرز أفكار جديدة من الحكمين لحل الخلافات، والتسلّح بالدعاء فهو دأب النبيين وعدة الصالحين، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إصلاحا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} سورة النساء الآية (35)


بعض النقاط التي تساعد المطلقين على التكيّف بعد الانفصال:


1 - الإيمان والرضا بما كتب الله لهما، والتسليم بقضاء الله وقدره، وأن المؤمن أمره كله خير: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. فيكون هذا الرضا عن قناعة وثقة بأن الله تعالى عادلٌ في أمره، وأن ما كتبه عليهما هو خير لهما، وحل يناسب كل منهما، فعندئذ يعيش كلاهما في راحة نفسية وسط المجتمع، محاولاً إعادة التجربة مرة أخرى بنجاح.


2 - يحاول المطلقان ألا يعيشا تحت حزن ووطأة الطلاق السلبية، ويبدأ كل منهما حياة جديدة إيجابية يتفاءلان بخير المستقبل، ولا يجعلان الطلاق نهاية حياتهما، وأن يعتبرا الطلاق تجربة حقيقية مرَّا بها، ولا بد من الاستفادة من هذه التجربة للمستقبل.


3 - أن يحاولا العيش في حاضرهما، وليس في رثاء الماضي وهمومه، وأن الحياة باب واسع فلا يدخلان خلاله وهما في حزن واكتئاب، بل يجعلان النظرة والتفاؤل والسعادة واسعة كسعة باب الحياة، فلا يضيقان على نفسيهما مداخلها.


4 - على المطلقين أن يعمل كل منهما بالتوافق النفسي والاجتماعي، وتقدير الذات إيجابياً، ولا تعنيهما نظرات أفراد المجتمع، فالإنسان يثبت نفسه وحقيقته من خلال إيجاد نفسه، وتقدير ذاته وأنه عضو فعّال في مجتمعه ولا يستسلم لكوابيس ماضية، فيخرج متجدداً تدفعه الحيوية والنشاط، حيث يرى العالم الشهير (يونج): أن أساس النشاط الإنساني بوجه عام هو الرغبة في الحياة.


5 - وللخروج من أزمة الطلاق بشكل عام، يلزم اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالاستزادة من العبادات، والنوافل، والدعاء، والصبر.